فقد روي عن ابن عباس أنه قال : (مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) قال : من ماء الرجل وماء المرأة ، حيث يختلطان ، وقال : هو نزول الرجل والمرأة يمشج بعضه ببعض.
وروي عن الحسن البصري أنه قال في الآية : مشج ماء الرجل بماء المرأة ، فصار خلقا.
وروي عن الربيع بن أنس أنه قال : إذا اجتمع ماء الرجل وماء المرأة ، فهو أمشاج.
وقال الإمام الطبري في تفسيره للآية : إنا خلقنا ذرية آدم من نطفة ، يعني : ماء الرجل وماء المرأة ، وقوله : (أَمْشاجٍ) يعني : أخلاط ، وأحدها مشج ومشيج ، يقال منه : إذا مشجت هذا بهذا خلطته ، وهو مشوج به ، ومشيج : أي مخلوط ، ثم قال : وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة.
وهذا الذي قاله ابن عباس ، والحسن ، والربيع ، والطبري ، هو ما قاله جميع المفسرين مما فهموه من الآية ..
فما ذا يا ترى يقول علماء الأجنة في القرن العشرين ، وقد أرهقهم البحث عن حقيقة بداية تكوين الجنين ما يزيد عن ألفي عام حتى وصلوا إلى هذا الذي أخبر عنه القرآن قبل أربعة عشر قرنا ، وكان موافقا تماما لما اكتشفوه ...؟!.
ما ذا تراهم يقولون وهم يعلمون أن زمن نزول القرآن لم يكن أحد من أهل الأرض يعلم أية حقيقة علمية عن بداية تكوين الجنين ، وأن ما كان يعلمه البشر ، كانت معلومة ساذجة خاطئة؟!
ما ذا تراهم يقولون حينما يجدون أن نهاية مطافهم هي كشفهم للحقيقة القائلة بأن بداية خلق الجنين هي الخلية الأولى المتكونة من اختلاط الحيوان المنوي بالبويضة لتتكون الخلية الأولى الممشوجة منهما ، وهو عين ما أخبر عنه القرآن تماما ، في قوله تعالى : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ).