وإننا ليجب علينا جميعا أن نشمخ برءوسنا عاليا ، فخرا واعتزازا بهذا الدين العظيم ، والقرآن الكريم ، الذي أكرمنا الله به وحيا من كلامه ، ليبقى حيا في نفوسنا ، بل في العالم بأسره ، يشيع فيه البهجة والمحبة ، والصفاء والضياء ، ويرشد البشرية الحائرة إلى منزله ، ومحكم آياته ، لعلها تتدبر أمرها ، وتثوب إلى رشدها ، وترجع إلى بارئها.
إننا ليجب علينا أن نستعلي بهذا الكتاب ، فوق كل ما يعترض طريقنا من الصعاب ، ورغم كل ما يفرض علينا من معاني التخلف والتشرد ، والضياع والفوضى ، ونلاقيه من البأس والحقد ، فإن أمة أوتيت مثل هذا الكتاب ، وأكرمت بمثل هذه المعجزة الحية ، لا يجوز لها أن تكون أبدا إلا كما كان سلفها في خير أمة أخرجت للناس ، قائدة للبشرية إلى مراتب الكمال ، تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتؤمن بالله. متخذة من هذا الكتاب العظيم نبراسا للهداية ، ودستورا لحياة الكرامة والعزة ، والسعادة والرخاء.
وإني لأسأل الله أن يعيننا جميعا على تلاوة كتابه ، وتدبر آياته ، في خضوع العابدين ، وخشوع القانتين ، لنتمتع بجمال القرآن وجلاله ، ونعيش في فيئه وظلاله ، ونقف على المزيد من الآيات الباهرة ، والمعجزات الظاهرة ، يتم بذلك بعضنا طريق بعضنا الآخر ، في طريق الدعوة إلى هذا الدين العظيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.