الانتفاع (١) وإلا ظهر (٢) أن الجفاف عدم ملكة البلة واللزوجة ، وهي كيفية تقتضي سهولة الشكل مع عسر التفرق واتصال الامتداد ، وتحدث من شدة امتزاج الرطب الكثير باليابس القليل ، ويقابله الهشاشة ، وهي ما تقتضي صعوبة التشكل (٣) ، وسهولة التفرق واللطافة.
وقد يقال لرقة القوام كما في الماء والهواء ، ولسهولة قبول الانقسام إلى أجزاء صغيرة جدا كما في القند (٤) ، ولسرعة التأثر من الملاقى كما في الورد ، وللشفافية كما في الفلك ، والكثافة تقابلها بمعاينها ، والتخدير (٥) وهو تبريد للعضو بحيث يصير جوهر الروح الحامل قوة الحس والحركة إليه باردا في مزاجه ، غليظا في جوهر ، فلا تستعملها القوى النفسانية ، ويجعل مزاج العضو كذلك ، فلا يقبل (٦) تأثير القوى النفسانية ، والمزع (٧) وهي كيفية نفاده جدا لطيفة تحدث في الاتصال تفرقا كثير العدد ، متقارب (٨) الوضع ، صغير المقدار ، فلا يحس كل واحد بانفراده ، ويحس بالجملة كالوجع الواحد ، وأما الملاسة والخشونة فالجمهور على أنها من الكيفيات الملوسة ، وقال الإمام بل من الوضع ، لأن الملاسة عبارة عن استواء أجزاء الجسم في الوضع بحيث لا يكون بعضها أرفع ، وبعضها أخفض. والخشونة عن اختلافها ، ورد بأنه يجوز أن يكون ذلك مبدأ هما لأنفسهما.
__________________
(١) في (ب) الانتفاع بدلا من (الانتقاع).
(٢) في (ب) والأظهر وهو تحريف.
(٣) في (ب) الشكل بدلا من (التشكل).
(٤) في (ب) المقند بدلا من (القند).
(٥) في (ب) والتحديد بدلا من (التخدير).
(٦) في (ب) يفيد بدلا من (يقبل).
(٧) في (ب) واللدع بدلا من (المزع).
(٨) في (ب) متفاوت بدلا من (تقارب).