أنها ليست بالقسر والإرادة ، بل بالطبع ، والحركة بالطبع إنما تكون إلى العلو أو السفل.
الثاني : أنه لو كان جسما لامتنع حركته في لحظة من فلك الشمس إلى الأرض ، مع خرق الأفلاك التي تحته.
الثالث : أنه لو كان جسما ولا خفاء فى أنه محسوس بالبصر لكان ساترا للجسم الذي يحيط به الضوء ، فكان الأكثر ضوءا أشد استنارا ، والواقع خلافه ، ولو سلم عدم لزوم الاستتار فلا خفاء في أنه مرئي حائل في الجملة ، فيلزم أن يكون الأكثر ضوءا أقل ظهورا وأصعب رؤية لا أن يكون أعون على إدراك الباصرة السليمة ، نعم ربما يستعان بالحائل على إبصار الخطوط الدقيقة عند ضعف في الباصرة ، بحيث يحتاج إلى ما يجمع القوة ، وقد يجاب بأن ذلك إنما هو شأن الأجسام الكثيفة لا الشفافة ، وأما هذا النوع من الأجسام فإحاطته بالمرئي شرط للرؤية.