المشهور أن أصول الطعوم (١) أي بسائطها تسعة حاصلة من ضرب أحوال ثلاثة للفاعل هي الحرارة والبرودة والاعتدال بينهما (٢) في أحوال ثلاث للقابل هي اللطافة والكثافة والاعتدال بينهما وبيان أنية ما ذكر من التأثيرات ولميتها مذكور في المطولات ثم يتركب من التسعة طعوم لا تحصى مختلفة باختلاف التركيبات واختلاف مراتب البسائط قوة وضعفا وامتزاج شيء من الكيفيات اللمسية بها بحيث لا تتحيز في الحس ، وهذه المركبات قد يكون لها أسماء كالبشاعة للمركب من المرارة والقبض كما في الحضض بضم الضاد الأولى نوع من الدواء وهو عصارة شجرة تسمى فليزهرج ، وكالزعوقة للمركب من المرارة والملوحة كما في الشيحة وقد لا يكون كالحلاوة والحرافة في العسل المطبوخ والمرارة (والتفاهة في الهندبا ، والمرارة والحرافة ، والقبض في الباذنجان ، والفرق بين القبض والعفوصة أن القابض يقبض ظاهر اللسان ، والعفص ظاهره وباطنه) (٣). والتفاهة المعدومة في الطعوم هي مثل ما في اللحم والخبز.
وقد يقال : التفه لا طعم له أصلا كالبسائط ولما لا يحس بطعمه ، لأنه لا بتخلل منه شيء يخالط (٤) الرطوبة اللعابية إلا بالحيلة كالحديد ، وما قيل إن هذا هو (٥) الذي يعد في الطعوم يبطله ما قالوا : إن طعم الهندبا مركب من المرارة والتفاهة لا مرارة محضة.
__________________
(١) في (ب) الطعم.
(٢) في (أ) بزيادة لفظ (بينهما).
(٣) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٤) في (أ) يخلط بدلا من (يخالط).
(٥) في (ب) بزيادة لفظ (هو).