على الفكر تحركت النفس إلى جهته ، فللخير المتوقع إلى الخارج والشر المنتظر إلى الداخل ، فلذلك قيل : إنه جهاد فكري ، والخجل وهو ما يتبعها حركة الروح إلى الداخل والخارج ، لأنه كالمركب من فزع وفرح حيث ينقبض الروح أولا إلى الباطن ثم يخطر بباله أن ليس فيه كثير مضرة فينبسط ثانيا ، وهذه كلها إشارة إلى ما لكل من الخواص واللوازم ، وإلا فمعانيها واضحة عند العقل وكثيرا ما يتسامح فيفسر بنفس الانفعالات كما يقال الفرح انبساط القلب ، والغم انقباضه ، والغضب (١) غليان الدم إلى غير ذلك.
__________________
ـ مظنونة أو معلومة ، ويضاد الخوف الأمن. عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله (الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) أهو الذي يسرق ويشرب الخمر ويزني قال : لا يا ابنة الصديق : ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يقبل منه.
(١) الغضب : ثوران دم القلب إرادة للانتقام قال تعالى : (فَباؤُ بِغَضَبٍ). وقال ابن عرفة : الغضب من المخلوقين شيء بداخل قلوبهم ويكون منه محمود ومذموم فالمذموم ما كان في غير الحق.