اتصافه بالفعل يسيرا يسيرا لا من جهة ينقص قبول الموضوع لتمام ذلك الفعل ، بل من جهة هيئته فذلك عائد إلى أن فتور القوة ، أو انفساخ العزيمة ، أو كلال الآلة تكون يسيرا يسيرا أو بتبعية ذلك يحصل التبدل في الفاعلية (١) ، فما توهم من التغير التدريجي في أن يفعل نفسه إنما هو فيما يتم به الفعل ، كما إذا توهم من التغير التدريجي في أن يفعل نفسه إنما هو فيما يتم به الفعل ، كما إذا توهم في أن ينفعل بناء على تحققه فيما يتم به الانفعال كالقابل وهذا ما قال في المواقف الحق أنهما تبع الحركة ، أما في القوة إرادية كانت أو طبيعية ، أو في الآلة ، وأما في القابل ، وأتى في القابل بلفظ أما دون أو تنبيها على ما ذكرنا.
فإن قيل : ما ذكر في الإضافة من عدم استقلالها لكونها من الأعراض النسبية كاف في الجميع على ما أشار إليه الإمام ولا حاجة إلى ما ذكروا من التطويل والتفصيل.
قلنا : ليس معنى عدم استقلال الإضافة مجرد كونها نسبية ، وإلا انتقض بالأين والوضع ، بل معناه كونها تابعة لمعروضها في الأحكام ، ولهذا قال ابن سينا بعد إثبات التضاد في الأين ، والمتى ، والوضع ، وأن يفعل ، وأن ينفعل ان التضاد لا يعرض الإضافة ، لأن الإضافات طبائع غير مستقلة بأنفسها ، فيمتنع أن يعرض لها التضاد ، لأن أقل درجات المعروض أن يكون مستقلا بتلك المعروضية ، وأما كون الأحر ضدا للأبرد ، كالحار للبارد (٢) فلأن الإضافة لما كانت طبيعة غير مستقلة ، بل تابعة لمعروضها وجب أن يكون في هذا الحكم أيضا تابعة ، وإلا لكانت مستقلة فيه.
__________________
(١) الفاعلية : هي النشاط أو الممارسة ، أو استخدام الطاقة ، تقول : فاعلية الفكر أي نشاطه.
وتطلق الفاعلية في علم الطباع على الصفات التي يتميز بها الأشخاص الذين ينزعون بطباعهم إلى الفعل.
ومذهب الفاعلية : هو القول : إن جوهر الحقيقة هو الفعل.
(راجع المعجم الفلسفي لمجمع اللغة العربية.)
(٢) في (أ) للنار بدلا من (البارد).