المضافين معا لا تقدم لأحدهما على الآخر ، فيخرج ما كان تعقله مستلزما ومستعقبا لتعقل شيء آخر كالملزومات البينة اللوازم ، على أن هذا إنما يتوهم وروده إذا كان تعقل للوازم أيضا مستلزما لتعقل الملزومات ، وما ذكر في المواقف من أنه ليس معنى قولهم تعقل ماهيته بالقياس إلى الغير ، أنه يلزم من تعقله تعقل الغير ، فإن اللوازم البينة كذلك محمول على حذف المضاف. أي ملزومات اللوازم ، أو على أن ذلك إشارة إلى الغير بمعنى أن اللوازم البينة من قبيل الغير الذي يلزم من تعقل الملزومات تعقله وإن لم يكن الملزوم مضافا.
(قال : (هذا)
معنى وجوب الانعكاس ، والانعكاس (١) قد لا يفتقر إلى اعتبار حرف كالعظيم والصغير وقد يفتقر إما على التساوي مثل عبد للمولى ، ومولى للعبد أو لا مثل عالم بمعلوم ومعلوم لعالم).
أي الذي ذكرنا من معنى تكرر النسبة هو معنى وجوب الانعكاس أي بحكم إضافة كل من المضافين إلى الآخر من حيث هو مضاف فكما يقال الأب أبو الابن يقال الابن ابن الأب ، وأما إذا لم تعتبر الحيثية لم يتحقق الانعكاس كما إذا قيل الأب أبو إنسان لم يكن الإنسان مضافا إلى الأب فلا يقال إنسان أب ، وطريق معرفة الانعكاس أن ينظر في أوصاف الطرفين فما كان بحيث إذا وضعته ، ورفعت غيره بقيت الإضافة ، وإذا رفعته ووضعت غيره لم تبق الإضافة ، فهو الذي إليه الإضافة مثلا إذا اعتبرت من الابن البنوة مع نفي سائر الصفات بل الذاتيات كان الأب مضافا إليه (٢) وإذا رفعت البنوة مع اعتبار البواقي لم تتحق الإضافة ثم الانعكاس ، قد لا يفتقر إلى اعتبار حرف النسبة كالعظيم والصغير ، وقد يفتقر إما على تساوي الحرف في الجانبين كقول العبد عبد للمولى (٣). والمولى مولى للعبد أو على اختلافه كقولنا العالم عالم
__________________
(١) في (أ) بزيادة لفظ (انعكاس).
(٢) سقط من (ب) لفظ (إليه).
(٣) في (أ) بزيادة لفظ (للمولى).