__________________
= وقال :
كلّ أمر إذا تفكّرت فيه |
|
أو تأمّلته رأيت ظريفا |
كنت أمشي على اثنتين قويّا |
|
صرت أمشي على ثلاث ضعيفا |
وحضر عزاء طفل وهو يرتعش من الكبر ، فتغامز عليه الحاضرون يشيرون إلى موت الطفل وطول حياته مع هذه السّنّ ، ففطن لهم وقال :
إذا دخل الشيخ بين الشباب |
|
عزاء وقد مات طفل صغير |
رأيت اعتراضا على الله إذ |
|
توفي الصغير وعاش الكبير |
فقل لابن شهر وقل لابن دهر |
|
وما بين ذلك : هذا المصير |
وقال أيضا :
علّة سمّيت ثمانين عاما |
|
منعتني للأصدقاء القياما |
فإذا عمّروا تمهّد عذري |
|
عندهم بالذي ذكرت وقاما |
وقال :
ابن أبي الصّقر افتكر |
|
وقال في حال الكبر |
والله لو لا بولة |
|
تحرقني وقت السّحر |
لما ذكرت أنّ لي |
|
ما بين فخذيّ ذكر |
وقال :
وحرمة الودّ ما لي عندكم عوض |
|
لأنّني ليس لي في غيركم غرض |
أشتاقكم وبودّي لو يواصلني |
|
لكم خيال ولكن لست أغتمض |
وقد شرطت على صحب صحبتهم |
|
بأنّ قلبي لكم من دونهم فرضوا |
ومن حديثي بكم قالوا : به مرض |
|
فقلت : لا زال عنّي ذلك المرض |
وقال :
ولمّا إلى عشر تسعين صرت |
|
وما لي إليها أب قبل صارا |
تيقّنت أنّي مستبدل |
|
بداري دارا وبالجار جارا |
فتبت إلى الله ممّا مضى |
|
ولن يدخل الله من تاب ثارا |
(معجم الأدباء).
وقال وهو مما يكتب على فصّ عقيق :
ما كان قبل بكائي يوم بينكم |
|
فصبّي عقيقا ولا دمعي سجال دما |
وإنما من دموعي الآن حمرته |
|
فانظر إلى لونه والدمع كيف هما |
وجاء يوما إلى باب نظام الملك ، فمنعه البوّاب ، فكتب إلى نظام الملك :
لله درّك جنّة ... |
|
لكن خلف الباب منها مالكا |
أنعم بتيسير الحجاب فإنّني |
|
لاقيت أنواع النكال هنالكا |
ما لي أصادف باب دارك جفوة |
|
وأنا غنيّ راغب عن مالكا |
فاستدعاه وقال : إذا كنت غنيّا عن مالنا فإنك غنيّ عنّا. فقال : كلانا شافعيّ المذهب ، وإنما أتيتك لمذهبك لا لذهبك. وكان قد أسنّ يعتذر إلى أصدقائه حيث لم يقدر على القيام لهم ، فقال هذه الأبيات :=