ألا ترى أن أفعاله في العباد التي لا شبهة فيها ، (١) ولا يتبع إرادتهم ، ولا يقع بحسب تصورهم.
هذا ان أريد بالخلق ها هنا الاحداث والإنشاء على بعض الوجوه. وان أريد بالخلق التقدير الذي لا يتبع الفعلية ، جاز القول بأن أفعال العباد مخلوقة لله عزوجل ، فكل (٢) بمعنى أنه مقدر لها مرتب لجميعها.
ألا ترى أن أهل اللغة يسمون مقدر الأديم خالقا له وان كان الأدم من فعل غيره.
قال الشاعر :
ولأنت تعرى (٣) ما خلقت وبعض |
|
القوم يخلق ثم لا يعتري |
وقال الأخر :
ولا تبط بأيدي ولا أيدي |
|
الخير الأجيد الأدم |
هذا جواب لمن يسأل عن أفعال العباد هل يكون مخلوقة لله تعالى أم لا؟
فأما من سأل هل هي مخلوقة للعباد أم لا؟ فجوابه : أن الصحيح كون العباد خالقين لأفعالهم المقصودة المجرى بها الى الأغراض الصحيحة ، هو (٤) مذهب أكثر أهل العلم.
وخالف أبو القاسم البلخي في ذلك ، وان كان موافقا على أن العباد يحدثون وينشئون ويخترعون. وليس يمتنع أن يوصفوا بأنهم خالقون لأفعالهم ، لان الخلق ان كان معناه إيقاع الفعل مقدرا أو مقصودا ، فهذا المعنى قائم بين العباد وأفعالهم ، ولا معنى للامتناع لا (٥) العبارة مع ثبوت معناها.
__________________
(١) الظاهر زيادة الواو.
(٢) ظ : فيكون.
(٣) لعل : تفري ويفتري.
(٤) ظ : وهو.
(٥) ظ : الا.