العلاقة بين الإمامة والحكومة
تحدثنا في المجلد التاسع من نفحات القرآن عن مسألة الإمامة والولاية من وجهة نظر القرآن الكريم ، وحيث إنّ مسألة (الإمامة) لا تنفصل عن مسألة (الحكومة) بل إنَّ روح الإمامة والولاية تعني حكومة النفوس والأبدان ، وهدايتها إلى الصراط المستقيم والتحرّك نحو الكمال والسعادة ، لذا وجب علينا بحث مسألة (الحكومة الإسلامية) بعد الانتهاء من بحث مسألة (الإمامة) والقيام بتحليلها وتفصيلها ، حيث لم يكتمل موضوع الإمامة والولاية بذلك القدر.
ألم نَعُدّ اقامة حكومة العدل الواحدة في العالم احدى أهم الأهداف في قيام المهدي (عج)؟ ونعني به نفس الشيء الذي كان بصدده الرسول صلىاللهعليهوآله وباقي الأئمّة عليهمالسلام ، ولم تسنح الفرصة لا من حيث الزمان ولا المكان للوصول إلى هذا الهدف بالرغم في وجود الأسس اللازمة لإقامتها ، نعم لقد بذل الجميع جهوداً للوصول إلى تشكيل حكومة العدل الإلهي. فكيف يمكن اذن فصل موضوع (الحكومة) عن (الإمامة)؟ بل ، ولقد بدأ الرسول صلىاللهعليهوآله بعد الانتصار في الغزوات الاولى بتشكيل الحكومة الإسلامية واعتبرها ركناً مهماً من أركان الإسلام ، بل الضامن الوحيد لإجراء القوانين بأكملها ، وقد كان الهمّ الوحيد لأولئك الذين خلفوا الرسول صلىاللهعليهوآله سواء كانت خلافتهم حقّه أم لم تكن ، هو تشكيل وإدامة الحكومة الإسلامية.
ولقد دعى سكان الكوفة الإمام الحسين عليهالسلام إلى تشكيل الحكومة الحقّة ومحاربة غاصبيها ، ولو لا نقض العهد من قِبل أهل الكوفة وتخاذ لهم وعدم وفائهم ، لرفع الإمام عليهالسلام علم الحكومة الإسلامية عالياً ، والروايات الواردة عن طريق الأئمّة المعصومين عليهمالسلام