١٤
الوجه الآخر للولاية ، ودوره في تهذيب النّفوس
لا ينحصر دور الإعتقاد بالولاية ، في المسائل الأخلاقية وتهذيب النّفوس والسّير إلى الله تعالى ، على إتّخاذ القُدوات الصّالحة والإقتداء بكلامهم وفِعالهم ، بل وبحسب إعتقاد بعض الأعاظِم والعُلماء ، يوجد هناك نوعٌ آخر من الولاية ، هو فرعٌ من الولاية التّكوينية ، يستطيع معها القادُة الإلهِيّيون ، وبواسطة نفوذهم الرّوحي المباشر ، في عالم الوجود والتّكوين ، من معرفة النّفوس المستعدّة للتربية والإصلاح ، والتّصرف المعنوي المَباشر ، في المستوى الرّوحي لِلإنسان في خطّ التّربية.
وتوضيح ذلك : إنّ الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآله والأئمّة المعصومين عليهمالسلام ، هَمْ القلب النّابض للُامّة الإسلاميّة ، وكلّ عضوٍ من الأعضاء ، يكون له إرتباطٌ وثيقٌ بالقلب ، سيتسنى لذلك العَضو أن يسترفِد من المنبع مَنافع أكثر ، أو أنّهم بمنزلة الشّمس المشرقةِ ، فكُلّما إنقشعت سُحب الأنانية عن القلب ، فإنّ تلك الأشعّة ستتولى تربية عناصر الخير في النّفس ، فَتورقُ وتثمرُ ، وتنعكس آثارها على شخصيّة الإنسان ، في إطار السّلوك والفِكر.
وهنا تأخذ الولاية شَكلاً آخر ، وتنحى مَنْحاً يختلف عن السّابق ، وسيكون الكلام فيها عن المَعطيات الخفيّة الغامضة ، في دائرة التّأثير التّربوي ، غير التي نعرفها سابقاً ، في دائرة التّصرفات الظّاهريّة.