يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) (١).
٦ ـ (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً ـ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً)(٢).
٧ ـ (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ)(٣).
٨ ـ (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)(٤).
٩ ـ (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى)(٥).
١٠ ـ (وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)(٦).
تفسير وإستنتاج :
«الآية الاولى» : تكلّمت عن الرّابطة بين بركات الأرض والسّماء وبين التّقوى ، حيث يُصرِّح فيها بأنّ التّقوى ، سبب البركات التي تنزل من السّماء على الناس ، وبالعكس فإنّ عدم التّقوى والتّكذيب بآيات الله ، سبب لنزول العذاب : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ).
فبركات الأرض والسّماء لها معنى وسيع جداً ، بحيث يشمل : نزول الأمطار ، وإنبات النّباتات ، وكثرة الخيرات ، وكثرة القوى البشريّة.
«البركة» : أصلها الثّبات والإستقرار ، وبعدها اطلقت على كلّ نِعمةٍ وموهبةٍ تبقى ثابتةً لا تتغير ، ولذلك فإنّ الموجودات غير المبارك فيها ، تكون غير ثابتةٍ وتفنى بسرعةٍ.
__________________
١ ـ سورة القصص ، الآية ٧٧ و ٧٨.
٢ ـ سورة نوح ، الآية ١٠ إلى ١٢.
٣ ـ سورة المائدة ، الآية ٦٦.
٤ ـ سورة النحل ، الآية ٩٧.
٥ ـ سورة طه ، الآية ١٢٤.
٦ ـ سورة الأنفال ، الآية ٤٦.