أي : مخوفا ومطمعا أو ما تخافون وتطمعون.
وقال أهل التأويل (١) : خوفا للمسافر وطمعا للمقيم.
وقيل : خوفا لأهل البنيان ؛ وطمعا لأهل الأنزال.
وعندنا يطمعون ويخافون قوم واحد ؛ يطمعون نفعه في وقت المنفعة ، ويخافون ضرره في غير وقت النفع ، أو يطمعون نفعه ويخافون ضرره ، أو يطمعون مضيه ؛ ويخافون نزوله والضرر به في غير وقت النفع ؛ ونحوه.
ويحتمل وجها آخر في قوله : (يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) أي : يريكم خوفا موعودا وطمعا موعودا ؛ لأن البرق نور ونار ، فالنور يطمع النور الموعود في الجنة ، والنار تخوف النار الموعودة في الآخرة ؛ لأن فيها نارا ؛ ألا ترى أنه إذا اشتد خيف على من أصابه.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ).
[قيل : أي : يرفع السحاب الثقال الذي فيه المطر والماء. قال أبو عوسجة : (وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ)](٢) يقال : نشأت السماء ؛ إذا ارتفع الغيم فيها ، ويسمّى الغيم نشأ ، وقوله إنشاء ؛ أي : أخذ فيه ، ويقال : أنشأ الله الخلق أي : خلقهم ، نشأ : ارتفع ، وأنشأ : رفع ، وهو من هذا. والله أعلم.
(وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ).
اختلف في الرعد والبرق : قال بعضهم : هو اسم ملك من الملائكة موكل بالسحاب ؛ صوته تسبيحه.
وعلى ذلك روى عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : أقبلت يهود إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ؛ فقالوا : يا أبا القاسم : أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال : «ملك من الملائكة موكّل بالسحاب ؛ معه مخاريق من نار ؛ يسوق بها السحاب حيث شاء الله» ؛ فقالوا : ما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال : «زجرة السحاب إذا زجره ؛ حتى ينتهي إلى حيث أمر» ، قالوا : صدقت (٣).
__________________
(١) قاله قتادة ، أخرجه ابن جرير (٢٠٢٥٢ ، ٢٠٢٥٣) وعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه ، كما في الدر المنثور (٤ / ٩٤).
(٢) سقط في أ.
(٣) أخرجه الترمذي (٣١١٧) وأحمد (١ / ٢٧٤) وأبو نعيم في الحلية (٤ / ٣٠٤) والنسائي في الكبرى ، كما في التحفة (٥ / ٥٤٤٥) وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والضياء في المختارة ، كما في الدر المنثور (٤ / ٩٥).