الْإِيمانَ) [المجادلة : ٢٢] أي : أثبت ؛ ليس أن كتب هنالك باليد ، فعلى ذلك قوله : (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) أي : إثبات إلى وقت.
ويحتمل قوله : لكل كتاب أجل ؛ أي : لكل ما كتب له الأجل ؛ وجعل له الوقت ؛ من العذاب ينزل بالمعاندين والنصر للرسل ؛ فإنه لا يكون قبل ذلك الوقت ، ولا يتأخر أيضا عن ذلك الوقت ؛ وهو كقوله : (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً ...) الآية [الأعراف : ٣٤].
وقوله ـ عزوجل ـ : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ).
قال قائلون : قوله : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ) المحو ـ هاهنا ـ : أن أنشأه (١) في الابتداء بمحو ؛ ليس على أن كان مثبتا فمحاه ، ولكن أنشأه هكذا ممحوّا (٢) ؛ وهو كقوله : (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ) [الإسراء : ١٢] ليس أنه كان منشأ كذا ثم محي ؛ ولكن أنشأه في [الابتداء ممحوّا](٣) ، وكقوله : (رَفَعَ السَّماواتِ) [الرعد : ٢] ليس أنها كانت موضوعة [ثم رفعها](٤) ؛ ولكن أنشأها مرتفعة كما هى ، فعلى ذلك هذا.
ثم يحتمل ذلك الأعمال التي كانت معفوّة (٥) في الأصل ؛ من [نحو](٦) أعمال الصبيان ؛ والأعمال التي لا جزاء عليها.
وقال قائلون : على إحداث محو ؛ ثم هو يحتمل وجوها : [يحتمل :](٧) ما ينسخ من الأحكام ـ فهو على محو الحكم به ؛ والعمل ليس على محو نفسه ؛ (وَيُثْبِتُ) : وهو ما لا ينسخ ؛ ولا يترك العمل به والحكم.
ويحتمل المحو : محو الأحوال ؛ وهو ما ينقل ويحول من حال إلى حال ؛ من حال النطفة إلى حال العلقة ، ومن حال العلقة إلى حال المضغة ، يحوله وينقله من حال إلى حال أخرى ؛ فذلك هو المحو.
ويحتمل المحو ـ أيضا ـ : هو ما يختم به العمر ؛ السعادة أو الشقاء : إذا كان كافرا ثم أسلم في آخر عمره ـ محيت الأعمال التي [كانت له](٨) في حال كفره ؛ فأبدلت حسنات ،
__________________
(١) في أ : إنشاءه.
(٢) في أ : بمحو.
(٣) في أ : الآية يمحو.
(٤) في ب : فرفعها.
(٥) في أ : عفوه.
(٦) سقط في أ.
(٧) سقط في أ.
(٨) سقط في أ.