(لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ).
لما ذكرنا ؛ يبرزون لله ؛ ليجزيهم من خير وشر.
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ).
قال بعضهم : كان قد جاء حسابه.
والثاني : ذكر هذا ؛ لأن الحساب إنما يبطئ لما لا يتذكر من له الحساب لمن يحاسبه في الشاهد ـ فيما يحاسبه ، فيطول الحساب أو الاشتغال بشيء [يشغله](١) عنه ، أو لجهل بالحساب. فأمّا الله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء ، ولا يشغله شيء عن شيء ، كله محفوظ عنده ؛ فهو سريع الحساب. والله أعلم.
أو نقول : إنما يطول الحساب في الشاهد ؛ ويمتد لما يحتاج إلى التفكر [والنظر](٢) والتذكر في ذلك ، فالله سبحانه متعال عن التفكر والنظر ، بل كل شيء محفوظ عنده. والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ).
يحتمل قوله : (هذا بَلاغٌ) : القرآن ؛ هو بلاغ للناس ، على ما ذكر في صدر السورة : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ ...) الآية [إبراهيم : ١] هو بلاغ على ما ذكر. والله أعلم.
(وَلِيُنْذَرُوا بِهِ) : أي : بالقرآن أيضا على ما ذكر : (وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) [الأنعام : ٩١] ويحتمل قوله : (هذا بَلاغٌ) ما ذكر من المواعيد ؛ وهو قوله : (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ) إلى آخر ما ذكر ؛ أي : هذا الذي ذكر بلاغ يبلغهم لا محالة ، ولينذروا بما ذكر.
(وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ).
لا شريك له ؛ بالآيات التي أقامها على وحدانية الله وألوهيته.
(وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) [أي : ذوو العقول ، والله أعلم](٣).
* * *
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) سقط في أ.
(٣) سقط في أ.