نفسها ؛ يأمره بالعبادة له ؛ شكرا له ؛ على ما روي في الخبر عن نبي الله صلىاللهعليهوسلم : أنه صلى حتى تورمت ساقاه ؛ فقيل له : ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال : «بلى ، أفلا أكون عبدا شكورا؟!» (١).
وقوله ـ عزوجل ـ : (حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) : أي : ما تيقنت به ؛ وهو الموقن به. وكذلك قوله : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) [المائدة : ٥] أي : من يكفر بالمؤمن به فقد حبط عمله ؛ لأن الإيمان لا يكفر به ، فعلى ذلك اليقين لا يأتيه ؛ ولكن يأتيه الموقن به. وكذلك ما ذكر : الصلاة أمر الله ؛ أي : بأمر الله ، وهو المأمور به ؛ لأن الصلاة لا تكون أمر الله ، لكن بأمر الله ، وكذلك ما يجيء من هذا النحو.
ويحتمل قوله : (حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) فيهم ؛ وهو ما وعد من العذاب فيهم ؛ أي : يتيقنون بذلك والله أعلم.
* * *
__________________
(١) أخرجه البخاري (٨ / ٥٨٤) في التفسير باب : ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك (٤٨٣٦) ، ومسلم (٤ / ٢١٧١) في صفات المنافقين وأحكامهم باب : إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة (٧٩ / ٢٨١٩).