وقيل : قدم صدق : محمد صلىاللهعليهوسلم يشفع لهم عند ربهم (١).
[وقيل : إن لهم الجنة عند ربهم](٢).
وقيل : إن لهم [ثواب أعمالهم](٣) الصالحة التي قدموها بين أيديهم (قَدَمَ صِدْقٍ) ، أي : سلف خير أو سلف وعد وعد لهم بذلك وكأن أصله من القدم.
قال أبو عوسجة : يقال في الكلام : لفلان عندي قدم صدق ويد صدق ، أي : نعمة قد أسلفها إلىّ.
وقال القتبي (٤) : قدم صدق : يعني عملا صالحا قدموه.
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : سبق لهم السعادة في الذكر الأول (٥).
من قال : قدم صدق هو الشفاعة ، فالقدم كناية عن الشفاعة والصدق ، أي واقعة.
ومن قال : وعدوا ثواب أعمالهم أي تقدم لهم وعد حق وصدق.
ويحتمل (قَدَمَ صِدْقٍ) أي : ثبتت قدمهم لا تزل ، على ما وصف من ثبوت قدم المؤمنين والقرار فيه ، وتزل قدم الكافرين ؛ كقوله : (فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها) [النحل : ٩٤].
وقوله ـ عزوجل ـ : (قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ) : ومن قرأ (٦) لسحر عنى هذا القرآن.
ومن قرأ لسحر بالألف عنى به النبي.
ثم السحر هو الذي يتراءى في الظاهر أنه حق وهو في الحقيقة باطل لا شيء ، ثم هو يأخذ الأبصار ويأخذ العقول.
فأما الذي يأخذ الأبصار فهو ما يتراءى الشيء على غير ما هو في الحقيقة ، والذي
__________________
(١) أخرجه ابن جرير (٦ / ٥٢٨) (١٧٥٥٥ و ١٧٥٥٦) عن قتادة والحسن البصري ، و (١٧٥٥٧) عن ابن زيد. وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٥٣٦) وعزاه لأبي الشيخ عن بكار بن مالك ، ولأبي الشيخ عن الحسن ، ولابن مردويه عن علي بن أبي طالب وأبي سعيد الخدري ، ولابن جرير عن زيد بن أسلم.
(٢) سقط في ب.
(٣) في أ : الأعمال.
(٤) ينظر : تفسير غريب القرآن لابن قتيبة (١٩٤).
(٥) أخرجه ابن جرير (٦ / ٥٢٨) (١٧٥٥٤) ، وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٥٣٥) وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن ابن عباس.
(٦) قرأ نافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر : (لسحر) والباقون : (لَساحِرٌ) ، ف (هذا) يجوز أن يكون إشارة للقرآن ، وأن يكون إشارة للرسول على القراءة الأولى ، ولكن لا بد من تأويل على قولنا : هو إشارة للرسول ، أى : ذو سحر ، أو جعلوه إياه مبالغة ، وعلى القراءة الثانية فالإشارة للرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقط. ينظر : السبعة ص (٣٢٢) ، والحجة للقراء السبعة (٤ / ٢٥١) ، حجة القراءات ص (٣٢٧) ، إعراب القراءات (١ / ٢٦٠) ، إتحاف الفضلاء (٢ / ١٠٣) ، اللباب (١٠ / ٢٥٧).