بالنصب أي : كذكاة أمه ، وهذا كقوله تعالى : (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) [آل عمران : ١٣٣] أي : كعرض السماوات والأرض ، وكقول الشاعر :
فعيناك عيناها وجيدك جيدها |
|
ولكن ملؤ الكشح من مي أملح (١) |
وقال زيد بن علي ، ومالك ، والشافعي : إنه يؤكل لما ورد من الأخبار ، مثل قوله عليهالسلام : «ذكاة الجنين ذكاة أمه» ويروون بالرفع في اللفظين معا.
وقالوا في الحديث ما يمنع التأويل ، وذلك لأن في حديث أبي سعيد الخدري قال : سألنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن البقرة ، أو الناقة ، والشاة ننحرها ، فنجد في بطنها جنينا ، أنأكله أم نلقيه؟ فقال : «كلوه إن شئتم ، فإن ذكاة الجنين ذكاة أمه» لكن اختلفوا هل من شرطه أن يشعر أم لا؟
فقال زيد ، ومالك : من شرطه الإشعار ؛ لأن التذكية إنما تكون لما فيه حياة ، والحياة لا توجد إلا إذا نبت شعره ، وتم خلقه ، وأيضا فقد ورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا أشعر الجنين فذكاته ذكاة أمه».
قال في النهاية : وعن عبد الله بن كعب بن مالك : كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقولون : إذا أشعر الجنين فذكاته ذكاة أمه.
وقال الشافعي : لا يشترط الإشعار ، وقد ورد عنه عليهالسلام : «ذكاة الجنين ذكاة أمه) أشعر أو لم يشعر ، لأنه كالجزء من أمه ، فلا معنى لاشتراط الحياة ، ومع صحة الخبر لا معنى للقياس.
وقوله تعالى : (إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) أي : ما يتلى آية تحريمه ، وذلك
__________________
(١) أثبت شطر البيت الثاني في النسخة أهكذا (ولكن عظم الساق منك دقيق). وقد تقدم للقاضي رحمهالله ما يخالف هذا ، وأورد البيت حجة للرفع فليحقق.