قال في التهذيب وهو قول القتيبي ، ويونس ، وابن زيد ، وأبي عبيدة ، وثعلب. هؤلاء من أئمة اللغة : إنه أضعف حالا من الفقير ، وأنشد يونس :
أما الفقير الذي كانت حلوبته |
|
وفق العيال فلم يترك له سبد |
أي : ذات سبد (١) وهو الشعر ، فسماه فقيرا ، ومعه حلوبة.
وأما المسكين فهو أضعف حالا لقوله تعالى : (مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) أي : قد لصق جسمه بالتراب لشدة الحاجة.
وقال الشافعي : المسكين أحسن حالا ، لقوله تعالى : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ).
قلنا : أضافها إليهم وهم أجراء ، أو حصة كل واحد يسيرة ، أو ذكر المسكنة على جهة الرحمة ؛ كما جاء في الحديث : «مساكين أهل النار» وقال الشاعر :
مساكين أهل الحب ضاعت قلوبهم |
|
فهم عصبة عاشوا بغير قلوب |
وقال آخر :
مساكين أهل الحب حتى قبورهم |
|
عليها تراب الذّل بين المقابر |
وقيل : إنهما بمعنى ، ولكن جعلا صنفين تأكيدا.
قال في التهذيب : وإلى هذا ذهب أبو علي ، وأبو يوسف ، ومحمد ، فلو أوصى لزيد وللفقراء والمساكين.
قال أبو حنيفة : لزيد الثلث وهو يأتي لمذهبنا والشافعي.
وقال أبو يوسف ، ومحمد : له النصف ، وثم أقوال لأهل التفسير
__________________
(١) بسبد يعني القليل من الشعر واللبد الكثير يقال ما له سبد ولا لبد أي لا قليل ولا كثير تمت قاموس معنى.