القبلة بالليل ، فقال : أتعرف الكوكب الّذي يقال له جدي؟ قلت : نعم فقال : اجعله على يمينك ، وإذا كنت في طريق الحجّ فاجعله بين كتفيك ، ولا يخفى أنّ التوسعة ظاهرة منهما ، ويؤيّده أيضا بعض الأخبار الصحيحة عنهم عليهمالسلام من قولهم بين المشرق والمغرب قبلة (١) وقوله تعالى (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (٢) ولا يمكن أن يقال : إنّ ترك البيان في ذلك اعتمادا على أهل الهيئة فإنّ مثل ذلك غير معهود من الشارع في شيء من الأحكام.
واعلم أنّ الاستقبال يتوقّف على مستقبل اليه ومستقبل هو القبلة ولا بدّ من حالة يقع فيها الاستقبال. فالأركان ثلاثة لا بأس ببيانها على الإجمال :
الأوّل : الحالة الّتي يقع فيها الاستقبال وهي الصلاة والذبح وأحكام الميّت للإجماع على أنّ الاستقبال فيما عدا الأمور المذكورة غير واجب وإن كان طاعة لقوله صلىاللهعليهوآله : خير المجالس ما استقبل به القبلة.
والصلاة إمّا فريضة ويتعيّن فيها الاستقبال إلّا في حالة الخوف أو التحيّر أو نافلة والمشهور عدم وجوب الاستقبال فيها ، وقيل : بالوجوب إلّا في الخوف أو السفر راكبا أو ماشيا متوجّها إلى طريقه.
الثاني : القبلة فالمصلّي إن وقف في جوف الكعبة وهي على هيئتها مبنيّة استقبل أىّ جدرانها شاء ، ولو انهدمت أو صلّى على سطحها وجب أن يبرز منها شيئا يتحقّق الاستقبال إليه ، وإن وقف خارجها وصلّى إليها جاز لأنّ المتوجّه إلى هذا البيت متوجّه نحو المسجد الحرام كمن صلّا على جبل أبى قبيس والكعبة تحته ، وإن كان المصلّي خارج الكعبة فإن كان حاضرا في المسجد الحرام وجب عليه لا محالة استقبال
__________________
(١) انظر الوسائل الباب ١٠ من أبواب القبلة وخلال سائر أبواب القبلة ، وجامع أحاديث الشيعة الباب ٨ من أبواب القبلة وخلال سائر أبوابها ، ومن طرق أهل السنة سنن البيهقي ج ٢ ص ٩ وخلال سائر الصفحات.
(٢) البقرة ١١٨.