مجنّبا من الأمراض : الجذام والبرص خاصّة في جلدته مسلما مؤمنا معتقدا للحقّ باسرة في ديانته مصلّيا للفرض في ساعته. فإذا كان كذلك واجتمع منه أربعة نفر وجب الاجتماع انتهى ، وهو ظاهر ممّا قلناه ، وبه صرّح أبو الصلاح أيضا ، وهذه جملة نافعة هنا ، وتمام ما يتعلّق بذلك يعلم من كتب الفروع.
الثانية : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (١).
(فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ) أي فعلت وفرغ منها.
(فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) تفرّقوا فيها فإنّه قد أطلق لكم ما حظر عليكم بعد قضاء الصلاة.
(وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) اطلبوا الرزق في البيع والشراء من فضله ورحمته ، وفيه إيماء إلى أنّ التاجر والكاسب للرزق لا ينبغي أن يعتمد على كسبه وتجارته بل يطلب من فضل الله ورحمته ويجعل التجارة والكسب وسيلة إلى ذلك ، وهو من باب الأمر الوارد بعد الحظر ، وذلك إذا كان للوجوب على الأصحّ كما بيّناه إلّا أنّه هنا محمول على الاستحباب للإجماع على عدم وجوب ذلك إلّا أن يكون الكسب لمثل النفقة الواجبة ونحوها ، وقد مرّ نظيره ، والمراد اطلبوا الرزق فالتمسوه من فضل الله وإن لم يكن بخصوص البيع والشراء ، بل على أيّ وجه كان.
ويؤيّده ما رواه عمرو بن يزيد (٢) عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّي لأركب في الحاجة الّتي كفاها الله ما اركب فيها إلّا التماس أن يراني الله أضحي في طلب الحلال أما تسمع قول الله عزوجل (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) أرأيت لو أنّ رجلا دخل بيتا وطيّن عليه بابه. ثمّ قال. رزقي ينزل عليّ كان يكون
__________________
(١) الجمعة ١٠.
(٢) انظر المجمع ج ٥ ص ٢٨٩ ونور الثقلين ج ٥ ص ٣٢٧ الرقم ٤٤.