هذا أحد الثلاثة الّذي لا يستجاب لهم قلت : من هؤلاء قال : رجل تكون عنده المرأة فيدعو عليها فلا يستجاب له لأنّ عصمتها في يده ، والرجل يكون له الحقّ فلا يشهد عليه ، والرجل يكون عنده الشيء فيجلس في بيته فلا ينتشر ولا يلتمس ولا يطلب حتّى يأكله. ثمّ يدعوا فلا يستجاب له.
وعن ابن عبّاس (١) لم يؤمروا بطلب شيء من الدنيا إنّما هو عيادة المرضى ، وحضور الجنائز ، وزيارة أخ في الله.
وعن سعيد ابن المسيّب هو طلب العلم ، وقيل : صلاة التطوّع ونحوها.
(وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً) واذكروه في مجامع أحوالكم ولا تخصّوا ذكره بالصلاة لأنّه عمّكم بالإحسان ، وقيل : المراد به الفكر كما قال صلىاللهعليهوآله : تفكّر ساعة خير من عبادة سنة.
وقيل : ذكر الله في تجاراتكم وأسواقكم. فقد روي عنه صلىاللهعليهوآله أنّه قال : من ذكر الله في السوق مخلصا عند غفلة الناس وشغلهم بما فيه كتب الله له ألف حسنة ، ويغفر له يوم القيمة مغفرة لم تخطر على قلب بشر (٢) ولا يبعد أن يكون المراد وابتغوا من فضل الله.
واذكروا أوامره ونواهيه في طلب الرزق فلا تأخذوه إلّا من موضع يحلّ لكم أخذه لا ما يحرم.
(لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) لكي تكونوا من المفلحين والفائزين بخير الدنيا والآخرة.
الثالثة : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (٣).
__________________
(١) انظر الدر المنثور ج ٦ ص ٢٢٠ أخرجه عن ابن مردويه ، وأخرجه أيضا في الكشاف ج ٣ ص ٢٣٢.
(٢) انظر المجمع ج ٥ ص ٢٨٩ ونور الثقلين ص ٣٢٨ الرقم ٤٩.
(٣) الجمعة ١١.