قوله : (بُكْرَةً وَأَصِيلاً) فردّ الله عليهم ، فقال : (قُلْ) يا محمّد (أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً)(١).
ثم قال علي بن إبراهيم ، وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله : (إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ) قال : «الإفك : الكذب (وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) يعنون أبا فكيهة ، وحبرا ، وعدّاسا ، وعابسا مولى حويطب وقوله : (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها) فهو قول النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة : قال أساطير الأوّلين اكتتبها محمد ، فهي تملى عليه بكرة وأصيلا» (٢).
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (٧) أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (٨) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (٩) تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) (١٠) [سورة الفرقان : ٧ ـ ١٠]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القمي : ثمّ حكى الله قولهم أيضا ، فقال : (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها) ، فردّ الله عزوجل عليهم ، فقال :
(وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) ـ إلى قوله تعالى ـ (وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً)(٣). أي أختبارا. فعيّر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالفقر ، فقال الله تعالى :
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١١٠.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١١١.
(٣) الفرقان : ٢٠.