ماذا تقول في هذا الرجل الذي كان بين أظهركم؟ فإن كان مؤمنا ، قال : أشهد أنّه رسول الله ، جاء بالحقّ. فيقال له : أرقد رقدة لا حلم فيها ، ويتنحّى عنه الشيطان ، ويفسح له في قبره سبعة أذرع ، ويرى مكانه في الجنّة».
قال : «وإذا كان كافرا ، قال : ما أدري. فيضرب ضربة يسمعها كل من خلق الله إلّا الإنسان ، ويسلّط عليه الشيطان ، وله عينان من نحاس ، أو نار ، يلمعان كالبرق الخاطف ، فيقول له : أنا أخوك ، وتسلّط عليه الحيّات والعقارب ، ويظلم عليه قبره ، ثمّ يضغطه ضغطة تختلف أضلاعه عليه» ثم قال بأصابعه (١) ، فشرجها (٢).
* س ١٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ (٦٦) فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) (٦٧) [سورة القصص : ٦٦ ـ ٦٧]؟!
الجواب / ١ ـ قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : قوله : (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ) أي : فخفيت واشتبهت عليهم طرق الجواب يومئذ ، فصاروا كالعمي لانسداد طرق الأخبار عليهم ، كما تنسد طرق الأرض على العمي. وقيل : معناه فالتبست عليهم الحجج. وسميت حججهم أنباء ، لأنها أخبار يخبر بها ، فهم لا يحتجون ، ولا ينطقون بحجة ، لأن الله تعالى أدحض حجتهم ، وأكل ألسنتهم ، فسكتوا. فذلك قوله : (فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ) أي : لا يسأل بعضهم بعضا عن الحجج. وقيل : لا يسأل بعضهم بعضا عن العذر الذي يعتذر به في الجواب ، فلا يجيبون. وقيل : معناه لا يتساءلون بالأنساب والقرابة كما في الدنيا ، وقيل : لا يسأل بعضهم بعضا عن حاله ، لشغله
__________________
(١) أي أشار بها.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٤٣. وشرحها : داخل بينها.