* س ٣٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (٧١) [سورة الحج : ٧١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ (رحمهالله تعالى) : يقول الله تعالى مخبرا عن حال الكفار الذين يعبدون مع الله الأصنام ، والأوثان : إنهم (يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) أي لا حجة ولا برهانا ، وإنما قيل للبرهان سلطان لأنه يتسلط على إنكار المنكر ، فكل محق في مذهبه ، فله برهان يتسلط به على الإنكار لمذهب خصمه.
وقوله (وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ) معناه ولا هو معلوم لهم أيضا من جهة الدلالة ، لأن الإنسان قد يعلم صحة أشياء يعمل بها من غير برهان أدى إليها كعلمه بوجوب شكر المنعم ، ووجوب رد الوديعة ، ومدح الحسن وذم المسيء ، وغير ذلك ، مما يعلمه بكمال عقله ، وإن لم يكن معلوما بحجة ، فلذلك قال (وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ).
ثم أخبر أنه ليس (لِلظَّالِمِينَ) أنفسهم بارتكاب المعاصي وترك المعرفة بالله من ينصرهم ويدفع عنهم عذاب الله إذا نزل بهم (١).
* س ٤٠ : ما هو سبب قوله تعالى :
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٧٢) [سورة الحج : ٧٢]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «كان القوم إذا نزلت في أمير
__________________
(١) التبيان : ج ٧ ، ص ٣٣٩ ـ ٣٤٠.