* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً) (٢٠) [سورة الفرقان : ٢٠]؟!
الجواب / ١ ـ قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : ثم رجع سبحانه إلى مخاطبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ) يا محمد (مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ) قال الزجاج : وهذا احتجاج عليهم في قوله (ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ) أي : فقل لهم كذلك كان من خلا من الرسل ، فكيف يكون محمد بدعا منهم (١).
٢ ـ قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً) أي اختبارا (٢).
وقال أبو جعفر عليهمالسلام : «جمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين) ، فأغلق عليهم الباب ، فقال : يا أهلي وأهل الله ، إن الله عزوجل يقرأ عليكم السّلام ، وهذا جبرئيل معكم في البيت ، ويقول : إن الله عزوجل يقول : إني قد جعلت عدوّكم لكم فتنة ، فما تقولون؟ قالوا : نصبر ـ يا رسول الله ـ لأمر الله ، وما نزل من قضائه ، حتى نقدم على الله عزوجل ، ونستكمل جزيل ثوابه ، وقد سمعناه يعد الصابرين الخير كلّه ، فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى سمع نحيبه من خارج البيت ، فنزلت هذه الآية : (وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً) أنّهم سيصبرون ، أي سيصبرون كما قالوا (صلوات الله عليهم أجمعين) (٣).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٢٨٧.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١١١.
(٣) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ٣.