وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) (٣٨) [سورة العنكبوت : ٣٦ ـ ٣٨]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : ثم عطف سبحانه على ما تقدم فقال : (وَإِلى مَدْيَنَ) أي : وأرسلنا إلى مدين (أَخاهُمْ شُعَيْباً) وهذا مفسر فيما مضى (فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) بدأ بالدعاء إلى التوحيد والعبادة (وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ) أي : وأملوا ثواب اليوم الآخر ، واخشوا عقابه بفعل الطاعات ، وتجنب السيئات (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) أي : لا تسعوا في الأرض بالفساد. ثم أخبر أن قومه كذبوه ، ولم يقبلوا منه فعاقبهم الله ، وذلك قوله : (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) وقد مر بيانه. (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) أي : باركين على ركبهم ميتين (وَعاداً وَثَمُودَ) أي : وأهلكنا أيضا عادا وثمودا ، جزاء لهم على كفرهم (وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ) معاشر الناس كثير (مِنْ مَساكِنِهِمْ) وقيل : معناه ظهر لكم يا أهل مكة من منازلهم بالحجر واليمن ، آية في هلاكهم.
(وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) أي : فمنعهم عن طريق الحق (وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) أي : وكانوا عقلاء يمكنهم التمييز بين الحق والباطل بالاستدلال والنظر ، ولكنهم أغفلوا ولم يتدبروا. وقيل : معناه أنهم كانوا مستبصرين عند أنفسهم فيما كانوا عليه من الضلالة ، يحسبون أنهم على هدى ، ... (١).
* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ (٣٩) فَكُلاًّ أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٢٥ ـ ٢٦.