التعجيز في الجدل ، كقولك للوثني ما الدليل على جواز عبادة الأوثان ، وكما قال تعالى : (هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(١).
* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ (١٤) فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ)(١٥) [سورة العنكبوت : ١٤ ـ ١٥]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «عاش نوح عليهالسلام بعد الطوفان خمسمائة سنة ، ثم أتاه جبرئيل عليهالسلام ، فقال : يا نوح ، قد انقضت نبوّتك ، واستكملت أيامك ، فانظر إلى الاسم الأكبر ، وميراث العلم ، وآثار علم النبوّة التي معك ، فادفعها إلى ابنك سام ، فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف طاعتي به ، ويعرف به هداي ، ويكون نجاة فيما بين مقبض النبيّ ومبعث النبي الآخر ، ولم أكن أترك الناس بغير حجّة لي ، وداع إليّ ، وهاد إلى سبيلي ، وعارف بأمري ، فإني قد قضيت أن أجعل لكلّ قوم هاديا به السعداء ، ويكون الحجّة على الأشقياء».
قال : «فدفع نوح عليهالسلام الاسم الأكبر ، وميراث العلم ، وآثار علم النبوة إلى سام ، وأمّا حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به ـ قال ـ وبشّرهم نوح عليهالسلام بهود عليهالسلام ، وأمرهم باتّباعه ، وأمرهم أن يفتحوا الوصيّة في كلّ عام ، وينظروا فيها ، ويكون عهدا لهم» (٢).
وقال الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام : «عاش نوح عليهالسلام ألفي سنة وخمسمائة سنة ، منها : ثمانمائة وخمسون سنة قبل أن يبعث ، وألف سنة إلّا
__________________
(١) التبيان : ج ٨ ، ص ١٩٢ ، والآية البقرة : ١١١.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٨٥ ، ح ٤٣٠.