* س ٢١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٥٦) [سورة الروم : ٥٦]؟!
الجواب / قال عبد العزيز بن مسلم ، عن الرضا عليهالسلام : ـ في حديث وصف الإمام ، ومن له الإمامة ، ويستحقّها دون سائر الخلق ـ إلى أن قال الرضا عليهالسلام : «فلم تزل في ذرّيّته ـ يعني الإمامة في ذرية إبراهيم عليهالسلام ـ يرثها بعض عن بعض ، قرنا فقرنا ، حتى ورّثها الله عزوجل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال جلّ وتعالى : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)(١) ، فكانت له خاصّة ، فقلّدها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا عليهالسلام بأمر الله عزوجل على رسم ما فرض الله ، فصارت في ذرّيته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله جلّ وعلا : (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ) ، فهي في ولد عليّ عليهالسلام خاصّة إلى يوم القيامة ، إذ لا نبيّ بعد محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٢).
وقال علي بن إبراهيم ، قوله : (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ) ، فإنّ هذه الآية مقدّمة ومؤخّرة ، وإنما هي : «وقال الذين أوتوا العلم والإيمان في كتاب الله لقد لبثتم إلى يوم البعث» (٣).
__________________
(١) آل عمران : ٦٨.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ١٥٤ ، ح ١.
(٣) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٦٠.