وقال علي بن إبراهيم القمي : في قوله تعالى : (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا) ، يعني يجحد بأمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام (إِلَّا الظَّالِمُونَ)(١).
* س ٢٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥١) قُلْ كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) (٥٢) [سورة العنكبوت : ٥٠ ـ ٥٢]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) :
١ ـ (وَقالُوا) : يعني كفار مكة. (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ) أراد به الآيات التي اقترحوها في قوله : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) الآيات. وأن يجعل الصفا ذهبا. وقيل : إنهم سألوا آية كآية موسى عليهالسلام من فلق البحر ، وقلب العصا حية ، وجعلوا ما أتى به من المعجزات والآيات غير آية وحجة ، إلقاء للشبهة بين العوام ، فقال الله تعالى : (قُلْ) يا محمد لهم (إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ) ينزلها ويظهرها بحسب ما يعلم من مصالح عباده ، ينزل على كل نبي منها ما هو أصلح له ولأمته ، ولذلك لم تتفق آيات الأنبياء كلها ، وإنما جاء كل نبي بفن منها. (وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) أي : منذر مخوف من معصية الله ، مظهر طريق الحق والباطل. وقد فعل الله سبحانه ما يشهد بصدقي من المعجزات (٢).
٢ ـ قال : لما تقدم طلبهم للآيات أجابهم سبحانه فقال : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ
__________________
(١) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٥١.
(٢) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٣٣ و ٣٤.