أي خوفيك : خوفك من ضياع أهلك ، وخوفك من فرعون ـ ثمّ أرسله الله عزوجل إلى فرعون وملئه بآيتين : يده ، والعصا».
روي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال لبعض أصحابه : «كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو ، فإن موسى بن عمران خرج ليقتبس لأهله نارا ، فرجع إليهم وهو رسول نبيّ ، فأصلح الله تبارك وتعالى أمر عبده ونبيّه موسى في ليلة ، وهكذا يفعل الله تعالى بالقائم عليهالسلام ، الثاني عشر من الأئمّة ، يصلح الله أمره في ليلة ، كما أصلح أمر موسى عليهالسلام ، ويخرجه من الحيرة والغيبة إلى نور الفرج والظهور» (١).
وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً) إلى قوله تعالى : (إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) ، قال : فأخبر الله نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بما لقي موسى وأصحابه من فرعون من القتل والظلم ، تعزية له فيما يصيبه في أهل بيته من أمته ، ثم بشّره بعد تعزيته أنّه يتفضّل عليهم بعد ذلك ، ويجعلهم خلفاء في الأرض ، وأئمّة على أمّته ، ويردّهم إلى الدنيا مع أعدائهم حتى ينتصفوا منهم (٢).
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (٦) [سورة القصص : ٥ ـ ٦]؟!
الجواب / قال المفضل بن عمر : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نظر إلى عليّ والحسن والحسين عليهمالسلام فبكى ، وقال : أنتم
__________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة : ص ١٤٧ ، ح ١٣.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٣٣.