* س ٤٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (٦٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٧٠) [سورة الفرقان : ٦٨ ـ ٧٠]؟!
الجواب / قال سليمان بن خالد : كنت في محمل أقرأ ، إذ ناداني أبو عبد الله عليهالسلام : «إقرأ ، يا سليمان» وأنا في هذه الآيات التي في آخر تبارك : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ) ، فقال : «هذه فينا ، أما والله لقد وعظنا وهو يعلم أنا لا نزني ، إقرأ يا سليمان».
فقرأت حتى انتهيت إلى قوله : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) ، قال : «قف ، هذه فيكم ، إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عزوجل ، فيكون هو الذي يلي حسابه ، فيوقفه على سيئاته ، شيئا فشيئا ، فيقول : عملت كذا وكذا ، في يوم كذا ، في ساعة كذا ، فيقول : أعرف ، يا ربّ ـ قال ـ حتى يوقفه على سيئاته كلها ، كل ذلك يقول : أعرف ، فيقول : سترتها عليك في الدنيا ، وأغفرها لك اليوم ، أبدلوها لعبدي حسنات ـ قال ـ فترفع صحيفته للناس ، فيقولون : سبحان الله ، أما كانت لهذا العبد ولا سيّئة واحدة! فهو قول الله عزوجل (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ).
قال : ثم قرأت ، حتى انتهيت إلى قوله : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً)(١) ، قال : «هذه فينا».
__________________
(١) الفرقان : ٧٢.