ثم قال عليّ عليهالسلام على أثر هذا المثل الذي ضربه : «وقد كان لي حقّ حازه دوني من لم يكن له ، ولم أكن أشركه فيه ، ولا توبة له إلّا بكتاب منزل ، أو برسول مرسل ، وأنى له بالرسالة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا نبيّ بعد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فأنّى يتوب وهو في برزخ القيامة ، غرّته الأماني ، وغرّه بالله الغرور؟ وقد أشفى على جرف هار ، فانهار به في نار جهنّم ، والله لا يهدي القوم الظالمين».
وكذلك مثل القائم عليهالسلام في غيبته وهربه واستتاره ، مثل موسى عليهالسلام ، خائف مستتر إلى أن يأذن الله في خروجه ، وطلب حقّه ، وقتل أعدائه ، في قوله : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍ)(١) ، وقد ضرب الله بالحسين بن عليّ عليهماالسلام مثلا في بني إسرائيل بذلّتهم من أعدائهم (٢).
* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (٨) وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩) وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠) وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١١) وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ
__________________
(١) الحج : ٣٩ و ٤٠.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٣٣.