ناصِحُونَ (١٢) فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٣) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٤) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (١٥) قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٦) قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ (١٧) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (١٨) فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) (١٩) [سورة القصص : ٧ ـ ١٩]؟!
الجواب / قال محمد بن مسلم : قال أبو جعفر عليهالسلام : «إنّ موسى لمّا حملت به أمّه ، لم يظهر حملها إلا عند وضعه ، وكان فرعون قد وكّل بنساء بني إسرائيل نساء من القبط يحفظونهنّ ، وذلك أنه كان لما بلغه عن بني إسرائيل أنّهم يقولون : إنّه يولد فينا رجل ، يقال له موسى بن عمران ، يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده. فقال فرعون عند ذلك : لأقتلنّ ذكور أولادهم ، حتى لا يكون ما يريدون. وفرّق بين الرجال والنساء ، وحبس الرجال في المحابس.
فلمّا وضعت أم موسى موسى عليهالسلام ، نظرت إليه ، وحزنت عليه ، واغتمّت وبكت ، وقالت : يذبح الساعة. فعطف الله بقلب الموكّلة بها عليه ، فقالت لأمّ موسى : مالك قد اصفرّ لونك؟ فقالت : أخاف أن يذبح ولدي. فقالت : لا تخافي. وكان موسى لا يراه أحد إلّا أحبه ، وهو قول الله :