ثم قام وتهيّأ للصلاة ، وحضر المسجد ، ووقف خلف أبي بكر وصلّى لنفسه ، وخالد بن الوليد إلى جنبه معه السيف ، فلما جلس أبو بكر للتشهّد ندم على ما قال ، وخاف الفتنة ، وشدّة علي عليهالسلام وبأسه ، ولم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم حتى ظنّ الناس أنه قد سها ، ثم التفت إلى خالد ، فقال : يا خالد ، لا تفعل ما أمرتك به ، السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : يا خالد ، ما الذي أمرك به؟ قال : أمرني بضرب عنقك. قال : وكنت فاعلا؟ قال : إي والله ، فلو لا أنه قال : لا تفعل ، لقتلتك بعد التسليم ـ قال ـ فأخذه علي عليهالسلام ، فضرب به الأرض ، واجتمع الناس عليه ، فقال عمر : يقتله ، وربّ الكعبة. وقال الناس : يا أبا الحسن ، الله الله ، بحقّ صاحب هذا القبر. فخلّى عنه ، فالتفت إلى عمر ، وأخذ بتلابيبه ، وقال : يابن صهّاك ، لو لا عهد من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكتاب من الله سبق ، لعلمت أينا أضعف ناصرا ، وأقل عددا ثم دخل منزله» (١).
* س ١٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) (٣٩) [سورة الروم : ٣٩]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «الربا رباءان : أحدهما حلال ، والآخر حرام ، فأمّا الحلال فهو أن يقرض الرجل أخاه قرضا طمعا أن يزيده ويعوّضه بأكثر مما يأخذه ، بلا شرط بينهما ، فإن أعطاه أكثر مما أخذه على غير شرط بينهما فهو مباح له ، وليس له عند الله ثواب فيما أقرضه ، وهو قوله : (فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ) ، وأما الربا الحرام ، فالرجل يقرض قرضا ويشترط أن يرد أكثر مما أخذه ، فهذا هو الحرام» (٢).
__________________
(١) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٥٥.
(٢) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٥٩.