المواضع ، وهدمها سببا لتعطيل الشرائع الثلاث : شريعة موسى ، وعيسى ، ومحمد (صلّى الله عليه وعليهم أجمعين) ؛ لأنّ الشرائع لا تقوم إلّا بالكتاب ، والكتاب يحتاج إلى التأويل ، والتأويل لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم ، وهم الأئمّة (صلوات الله عليهم) ، لأنّهم يعلمون تأويل كتاب موسى ، وعيسى ، ومحمد (صلّى الله عليه وعليهم أجمعين) ، لقول أمير المؤمنين عليهالسلام : «لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، حتى تنطق الكتب ، وتقول : صدق».
وقوله : «هم الأعلام». الأعلام : الأدلّة الهادية إلى دار السّلام ، فعليهم من الله أفضل التحيّة والإكرام ؛ ولما علم الله سبحانه وتعالى منهم الصّبر وعدهم النصر ، فقال : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) [أي ينصر دينه] (إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌ) في سلطانه (عَزِيزٌ) في جبروت شأنه (١).
* س ٢٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (٤١) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ (٤٢) وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (٤٣) وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) (٤٤) [سورة الحج : ٤١ ـ ٤٤]؟!
الجواب / قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام : «كنت عند أبي يوما في المسجد إذ أتاه رجل ، فوقف أمامه ، وقال : يابن رسول الله ، أعيت عليّ
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٣٤٠ ، ح ٢٠ ، وقطعة منه في شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٢٨٠ ، ح ٣٨٤ ، وتذكرة الخواص : ص ١٦ وفرائد السمطين : ج ١ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢٦١ ، وينابيع المودة : ص ٧٠ و ٧٢ و ٧٤ و ١٢٠.