بِجانِبِ الْغَرْبِيِ) يا محمد (إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ) أي أعلمناه (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا)(١) يعني موسى عليهالسلام.
قوله : (وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) ، أي طالت أعمارهم فعصوا. وقوله : (وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ) ، أي باقيا (٢).
* س ١١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (٤٦) [سورة القصص : ٤٦]؟!
الجواب / قال أبو سعيد المدائني : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما معنى قول الله عزوجل في محكم كتابه : (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا)؟ فقال عليهالسلام : «كتاب لنا كتبه الله ـ يا أبا سعيد ـ في ورق قبل أن يخلق الخلائق بألفي عام ، صيّره معه في عرشه ، أو تحت عرشه ، فيه : يا شيعة آل محمد ، أعطيتكم قبل أن تسألوني ، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني ، من أتاني منكم بولاية محمد وآل محمد أسكنته جنتي برحمتي» (٣).
وقال الإمام أبو محمد العسكريّ عليهالسلام : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : لمّا بعث الله عزوجل موسى بن عمران ، واصطفاه نجيّا ، وفلق له البحر فنجى بني إسرائيل ، وأعطاه التوراة والألواح ، رأى مكانه من ربّه عزوجل ، فقال : ربّ لقد كرّمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي. قال الله عزوجل : يا موسى ، أما علمت أن محمدا أفضل عندي من جميع خلقي؟
قال موسى : يا ربّ ، فإن كان محمد أفضل عندك من جميع خلقك ، فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي؟ قال الله عزوجل : يا موسى ، أما علمت أن
__________________
(١) القصص : ٤٦.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٤١.
(٣) الاختصاص : ص ١١١ ، الشيخ المفيد.