المعاش ، فخرجوا من مكّة ، وتفرّقوا ، فان الرجل إذا رأى شجرة حسنة أو حجرا حسنا ، هويه فعبده ، وكانوا ينحرون لها النّعم ، ويلطّخونها بالدم ، ويسمّونها سعد صخرة ، وكانوا إذا أصابهم داء في إبلهم وأغنامهم ، جاءوا إلى الصخرة ، فيمسحون بها الغنم والإبل ، فجاء رجل من العرب بإبل له ، يريد أن يتمسّح بالصّخرة لإبله ، ويبارك عليها ، فنفرت إبله وتفرّقت ، فقال الرجل شعرا :
أتينا إلى سعد (١) ليجمع شملنا |
|
فشتّتنا سعد فما نحن من سعد |
وما سعد إلا صخرة بتنوفة (٢) |
|
من الأرض لا تهدي لغيّ ولا رشد |
ومر به رجل من العرب ، والثعلب يبول عليه ، فقال شعرا :
وربّ يبول الثعلبان برأسه |
|
لقد ذلّ من بالت عليه الثّعالب (٣) |
* * *
* س ٢٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (٤٤) [سورة الفرقان : ٤٤]؟!
الجواب / قال هشام بن الحكم ، قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام ـ في حديث طويل ـ : «يا هشام ، ثمّ ذمّ الله الذين لا يعقلون ، فقال : (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)(٤).
__________________
(١) سعد اسم صنم لبني ملكان بن كنانة. «لسان العرب ـ سعد ـ ج ٣ ، ص ٢١٨».
(٢) في «ج ، ي ، ط» : مستوية ، وما أثبتناه من الصحاح ولسان العرب ، مادة (سعد) والتّنوفة : المفازة. «الصحاح ـ تنف ـ ج ٤ ، ص ١٣٣٣».
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١١٤.
(٤) الكافي : ج ١ ، ص ١١ ، ١٢.