* س ٣٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (٦١) [سورة النور : ٦١]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام ، في قوله : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ).
«وذلك أن أهل المدينة ، قبل أن يسلموا ، كانوا يعتزلون الأعمى والأعرج والمريض ، وكانوا لا يأكلون معهم ، وكان الأنصار فيهم تيه (١) وتكرّم (٢) ، فقالوا : إنّ الأعمى لا يبصر الطّعام ، والأعرج لا يستطيع الزّحام على الطعام ، والمريض لا يأكل كما يأكل الصحيح ، فعزلوا لهم طعامهم على ناحية ، وكانوا يرون عليهم في واكلتهم جناحا ، وكان الأعمى والمريض يقولون : لعلّنا نؤذيهم إذا أكلنا معهم. فاعتزلوا مؤاكلتهم. فلمّا قدم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سألوه عن ذلك ، فأنزل الله : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً)(٣).
٢ ـ قال محمّد الحلبيّ : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن هذه الآية : (وَلا
__________________
(١) التيه : الصلف والكبر. «القاموس المحيط : ج ٤ ، ص ٢٨٤».
(٢) التكرم : التنزه. «القاموس المحيط : ج ٤ ، ص ١٧٢».
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٠٨.