عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ) إلى آخر الآية ، قلت : ما يعني بقوله : (أَوْ صَدِيقِكُمْ)؟ قال : «هو والله الرجل يدخل بيت صديقه ، فيأكل بغير إذنه» (١).
وقال زرارة : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ) ، قال : «هؤلاء الذين سمّى الله عزوجل في هذه الآية ، تأكل بغير إذنهم من التّمر والمأدوم ، وكذلك تطعم المرأة من منزل زوجها بغير إذنه ، وأمّا ما خلا ذلك من الطعام ، فلا» (٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ) : «الرجل يكون له وكيل يقوم في ماله ، فيأكل بغير إذنه» (٣).
٣ ـ قال زرارة : سألت أحدهما عليهماالسلام عن هذه الآية : (وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ) الآية ، قال : «ليس عليك جناح فيما أطعمت أو أكلت مما ملكت مفاتحه ، ما لم تفسده» (٤).
٤ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) الآية : «بإذن ، وبغير إذن» (٥).
وقال علي بن إبراهيم : إنها نزلت لما هاجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المدينة ، وآخى بين المسلمين ، من المهاجرين والأنصار ، وآخى بين أبي بكر وعمر ، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف ، وبين طلحة والزبير ، وبين سلمان وأبي ذرّ ، وبين المقداد وعمّار ، وترك أمير المؤمنين عليهالسلام ، فاغتمّ من ذلك غمّا شديدا ، فقال : «يا رسول الله ، بأبي أنت وأمّي ، لم لا تؤاخي بيني وبين
__________________
(١) الكافي : ج ٦ ، ص ٢٧٧ ، ح ١.
(٢) الكافي : ج ٦ ، ص ٢٧٧ ، ح ٢.
(٣) الكافي : ج ٦ ، ص ٢٧٧ ، ح ٥.
(٤) الكافي : ج ٦ ، ص ٢٧٧ ، ح ٤.
(٥) المحاسن : ص ٤١٥ ، ح ١٧١.