أحد؟» فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «والله ـ يا عليّ ـ ما حبستك إلّا لنفسي ، أما ترضى أن تكون أخي ، وأنا أخوك في الدنيا والآخرة؟ وأنت وصيّي ، ووزيري ، وخليفتي في أمّتي ، تقضي ديني ، وتنجز عداتي ، وتتولّى غسلي ، ولا يليه غيرك ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبيّ بعدي» فاستبشر أمير المؤمنين بذلك ، فكان بعد ذلك إذا بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أحدا من أصحابه في غزاة ، أو سريّة ، يدفع الرجل مفتاح بيته إلى أخيه في الدّين ، ويقول له : خذ ما شئت ، وكل ما شئت ؛ فكانوا يمتنعون من ذلك ، حتى ربّما فسد الطعام في البيت ، فأنزل الله : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً) ، يعني إن حضر صاحبه ، أو لم يحضر ، إذا ملكتم مفاتحه (١).
٥ ـ قال أبو الصبّاح : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) الآية ، قال : «هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل ، ثم يردّون عليه ، فهو سلامكم على أنفسكم» (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام يقول : «إذ دخل الرجل منكم بيته ، فإن كان فيه أحد ، يسلم عليهم ، وإن لم يكن فيه أحد ، فليقل : السّلام علينا من عند ربّنا ، يقول الله : (تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً).
وقيل : إذا لم ير الداخل بيتا أحدا فيه ، يقول : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، يقصد به الملكين اللذين عليه (٣).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٠٩.
(٢) معاني الأخبار : ص ١٦٢ ، ح ١.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٠٩.