* س ٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(طسم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (٣) [سورة الشعراء : ١ ـ ٣]؟!
الجواب / ١ ـ قال سفيان بن سعيد الثوري : قلت لجعفر بن محمد الصادق عليهالسلام : يابن رسول الله ما معنى قول الله عزوجل : (طسم) قال : معناه : أنا الطالب السميع المبدىء المعيد (١).
وروي عن ابن الحنفية ، عن علي عليهالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لما نزلت (طسم) قال : «الطاء طور سيناء ، وسين الإسكندرية والميم مكة». وقيل : الطاء : شجر طوبى والسين : سدرة المنتهى ، والميم : محمد المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
٢ ـ قال الشيخ الطبرسي (رحمهالله تعالى) ، في قوله تعالى : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) إشارة (تِلْكَ) إلى ما ليس بحاضر ، لكنه متوقع فهو كالحاضر لحضور المعنى في النفس ، والتقدير : تلك الآيات التي وعدتم بها ، هي آيات الكتاب أي : القرآن. والمبين : الذي يبين الحق من الباطل (٣).
٣ ـ قال علي بن إبراهيم القميّ : (طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) ، هو حرف من حروف اسم الله الأعظم المرموز في القرآن ، قال : قوله تعالى : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) أي خادع (٤) نفسك (أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)(٥).
__________________
(١) معاني الأخبار : ص ٢٢ ، الصدوق.
(٢) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٣٢٠.
(٣) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٣٢٠.
(٤) البخع : القتل ، والمعنى : لعلك قاتل نفسك. «تفسير التبيان : ج ٨ ص ٤ ، مجمع البيان : ج ٧ ، ص ١٨٤». ولعل «خادع» ههنا بمعنى قاطع كما في الدعاء للمؤمنين الذين حبسهم المنصور «اللهم اخدع عنهم سلطانهم» أي أقطع ، فالمراد هنا أنك قاطع لنفسك عن الحياة حسرة على ان الكفار لم لا يكونون مؤمنين.
(٥) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١١٨.