المسك والعنبر شيئا إلّا أكله ، فأنزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)(١).
* س ٤٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (٧٤) [سورة الحج : ٧٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي (رحمهالله تعالى) : اختلفوا في معنى (ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) :
١ ـ معناه ما عظموه حق عظمته ، إذ جعلوا له شريكا في عبادته.
٢ ـ قال قوم : معناه : ما عرفوه حق معرفته.
٣ ـ قال آخرون : ما وصفوه حق صفته ، وهو مثل قول أبي عبيدة ، قال : يقول القائل : ما عرفت فلانا على معرفته ، أي ما عظمته حق تعظيمه.
وفي ذلك دلالة على أن من جوز عبادة غير الله فهو كافر ، وكذلك من جوز أن يكون المنعم ـ بخلق النفس ، والبصر ، والسمع ، والعقل ـ غير الله ، فهو كافر بالله.
ثم أخبر تعالى عن نفسه ، فقال (إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌ) أي قادر على ما يصح أن يكون مقدورا (عَزِيزٌ) لا يقدر أحد على منعه (٢).
* س ٤٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (٧٥) [سورة الحج : ٧٥]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : أي يختار ، وهو : جبرئيل ، وميكائيل ،
__________________
(١) الكافي : ج ٤ ، ص ٥٤٢ ، ح ١١.
(٢) التبيان : ج ٧ ، ص ٣٤٢.