أمير المؤمنين عليهالسلام حجرا ، فكبّر أربع تكبيرات ، فرماه ، ثم أخذ الحسن عليهالسلام مثله ، ثم فعل الحسين عليهالسلام مثله ، فلمّا مات أخرجه أمير المؤمنين عليهالسلام ، وصلّى عليه ، ودفنه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، ألا تغسّله؟ قال : قد اغتسل بما هو منها طاهر إلى يوم القيامة.
ثم قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أيها الناس من أتى هذه القاذورة (١) فليتب إلى الله تعالى فيما بينه وبين الله ، فو الله لتوبة إلى الله في السّرّ أفضل من أن يفضح نفسه ، ويهتك ستره» (٢).
* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٦) وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٧) وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (٨) وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٩) [سورة النور : ٦ ـ ٩] ، وكيف تتم الملاعنة وبمن نزلت؟!
الجواب / ١ ـ المعنى : قال زرارة : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ) ، قال : «هو القاذف الذي يقذف امرأته ، فإذا قذفها ثمّ أقرّ أنه كذب عليها ، جلد الحدّ ، وردت إليه امرأته ، فإن أبى إلا أن يمضي ، فيشهد عليها أربع شهادات بالله أنه لمن الصادقين ، والخامسة أن يلعن فيها نفسه إن كان من الكاذبين ، فإن أرادت أن تدفع عن نفسها العذاب ، والعذاب هو الرّجم ، شهدت أربع
__________________
(١) القاذورة : الفعل القبيح والقول السّيء ـ وأراد به هنا : الزنا ـ ، انظر «النهاية ـ قذر ـ ج ٤ ، ص ٢٨».
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٩٦.