وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «القاذف يجلد ثمانين جلدة ، ولا تقبل له شهادة أبدا إلا بعد التوبة ، أو يكذب نفسه. فإن شهد ثلاثة وأبى واحد ، يجلد الثلاثة ، ولا تقبل شهادتهم ، حتى يقول أربعة : رأينا مثل الميل في المكحلة ، ومن شهد على نفسه أنه زنى ، لم تقبل شهادته حتى يعيدها أربع مرات» (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّه جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، إني زنيت ، فطهّرني ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : أبك جنّة؟ قال : لا. قال : فتقرأ من القرآن شيئا؟ قال : نعم. فقال له : ممّن أنت؟ فقال : أنا من مزينة ـ أو جهينة ـ قال : اذهب حتى أسأل عنك. فسأل عنه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا رجل صحيح العقل ، مسلم. ثمّ رجع إليه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّي زنيت ، فطهّرني ، فقال : ويحك ، ألك زوجة؟ قال : نعم. قال : فكنت حاضرها ، أو غائبا عنها؟ قال : بل كنت حاضرها ، فقال : اذهب حتى ننظر في أمرك. فجاء إليه الثالثة ، وذكر له ذلك ، فأعاد عليه أمير المؤمنين عليهالسلام فذهب ، ثم رجع في الرابعة ، فقال : إنّي زنيت فطهّرني. فأمر أمير المؤمنين عليهالسلام بحبسه ، ثم نادى أمير المؤمنين عليهالسلام : أيها الناس ، إن هذا الرجل يحتاج أن يقام عليه حدّ الله ، فأخرجوا متنكّرين ، لا يعرف بعضكم بعضا ، ومعكم أحجاركم.
فلما كان من الغد ، أخرجه أمير المؤمنين عليهالسلام بالغلس (٢) ، وصلى ركعتين ، ثم حفر حفيرة ، ووضعه فيها ، ثم نادى : أيها الناس ، إن هذه حقوق الله ، لا يطلبها من كان عنده لله حق مثله ، فمن كان لله عليه حق مثله فلينصرف ، فإنّه لا يقيم الحد من كان لله عليه الحد. فانصرف الناس ، فأخذ
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٩٦.
(٢) الغلس : ظلمة آخر الليل ، إذا اختلطت بضوء الصباح. «النهاية ـ غلس ـ ج ٣ ، ص ٣٧٧».