ثم قال زيد بن علي (رحمهالله) : حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهمالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : يا عليّ ، أنت وأصحابك في الجنة. يا علي ، أنت وأتباعك في الجنّة» (١).
* س ٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً (١٥) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً) (١٦) [سورة الفرقان : ١٥ ـ ١٦]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ (رحمهالله تعالى) : ثم قال تعالى لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم (قُلْ) لهم يا محمّد (أَذلِكَ خَيْرٌ) يعني ما ذكره من السعير وأوصافه خير (أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ) وإنما قال ذلك على وجه التنبيه لهم على تفاوت ما بين الحالين. وإنما قال (أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ) وليس في النار خير ، لأن المراد بذلك أي المنزلين خير؟! تبكتا لهم وتقريعا. وقوله (الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) أي وعد الله بهذه الجنة من يتقي معاصيه ويخاف عقابه (كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً) يعني الجنة مكافأة وثوابا على طاعاتهم ، ومرجعهم إليها ومستقرهم فيها ، و (لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ) ويشتهون من اللذات والمنافع (خالِدِينَ) أي مؤبدين لا يفنون فيها (كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً) وقيل في معناه قولان :
١ ـ إن المؤمنين يسألون الله عزوجل الرحمة في قولهم : (رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا)(٢) ، وقولهم : (وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ)(٣).
__________________
(١) الأمالي : ج ١ ، ص ٥٦ ، الصدوق.
(٢) المؤمنون : ١٠٩.
(٣) آل عمران : ١٩٤.