* س ٢٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) (٤٥) [سورة الحج : ٤٥]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : وأما قوله : (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) العروش : سقف البيت وحولها وجوانبها.
قال : وأمّا قوله : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) قال : هو مثل جرى لآل محمد عليهمالسلام ، قوله : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) : هي التي لا يستقى منها ، وهو الإمام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم ـ إلى وقت ظهوره ـ ، والقصر المشيد : هو المرتفع ، وهو مثل لأمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام ، وفضائلهم المنتشرة في العالمين ، المشرفة على الدنيا ، وتستطار ثم تشرق على الدنيا ، وهو قوله : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)(١).
وقال الشاعر في ذلك :
بئر معطلة وقصر مشرف |
|
مثل لآل محمد مستطرف |
فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى |
|
والبئر علمهم الذي لا ينزف (٢) |
وقال موسى بن جعفر عليهماالسلام ، في قوله تعالى : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) ، قال : «البئر المعطّلة : الإمام الصامت ، والقصر المشيد : الإمام الناطق» (٣).
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ٢ ، ص ٨٥ و ٨٧ ، والآيات من سورة التوبة : ٣٣ ، سورة الفتح : ٢٨ ، سورة الصف : ٩.
(٢) أي لا يفنى.
(٣) الكافي : ج ١ ، ص ٣٥٣ ، ح ٧٥.