وما هاهنا مزيدة (لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) هذا وعيد لهم ، واللام للقسم (١).
* س ١٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤١) ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (٤٢) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٤٣) ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (٤٤) ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (٤٥) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ (٤٦) فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ (٤٧) فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (٤٨) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (٤٩) [سورة المؤمنون : ٤١ ـ ٤٩]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : لما قال سبحانه : إن هؤلاء الكفار يصبحون نادمين على ما فعلوه ، عقبه بالإخبار عن إهلاكهم ، فقال : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) صاح بهم جبرائيل صيحة واحدة ، ماتوا عن آخرهم (بِالْحَقِ) أي : باستحقاقهم العقاب بكفرهم (فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً) وهو ما جاء به السيل من نبات قد يبس ، وكل ما يحمله السيل على رأس الماء من قصب ، وعيدان شجرة ، فهو غثاء ، والمعنى : فجعلناهم هلكى قد يبسوا كما يبس الغثاء ، وهمدوا.
ـ أقول : قال أبو جعفر عليهالسلام : والغثاء : اليابس الهامد من نبات الأرض (٢). ـ
(فَبُعْداً) أي : ألزم الله بعدا من الرحمة (لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) المشركين المكذبين (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ) أي : من بعد هؤلاء (قُرُوناً آخَرِينَ) أي :
__________________
(١) التبيان : ج ٧ ، ص ١٩٠.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٩١.