فقد رزينا (١) بما لم يرزه أحد |
|
من البريّة لا عجم ولا عرب |
فقد رزينا به محضا خليقته |
|
صافي الضرائب والأعراق والنسب |
فأنت خير عباد الله كلّهم |
|
وأصدق الناس حين الصّدق والكذب |
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت |
|
منا العيون بتهمال لها سكب |
سيعلم المتولي ظلم حامتنا (٢) |
|
يوم القيامة أنى سوف ينقلب» |
* * *
قال : «فرجع أبو بكر إلى منزله ، وبعث إلى عمر ، فدعاه ، فقال : ما رأيت مجلس عليّ منّا اليوم؟ والله لئن قعد مقعدا مثله ليفسدنّ أمرنا ، فما الرأي؟ قال عمر : الرأي أن تأمر بقتله. قال : فمن يقتله؟ قال : خالد بن الوليد. فبعثا إلى خالد ، فأتاهما ، فقالا : نريد أن نحملك على أمر عظيم. قال : احملاني على ما شئتما ، ولو قتل علي بن أبي طالب. قالا : فهو ذاك. قال خالد : متى أقتله؟ قال أبو بكر : إذا حضر المسجد ، فقم بجنبه في الصلاة ، فإذا أنا سلمت فقم إليه فاضرب عنقه. قال : نعم.
فسمعت أسماء بنت عميس ذلك ، وكانت تحت أبي بكر ، فقالت لجاريتها : اذهبي إلى منزل علي وفاطمة قأقرئيهما السّلام ، وقولي لعليّ : (إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ)(٣) ، فجاءت إليهما ، فقالت لعليّ عليهالسلام : إنّ أسماء بنت عميس تقرأ عليكما السّلام ، وتقول : (إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ). فقال علي عليهالسلام : قولي لها : إن الله يحيل بينهم وبين ما يريدون.
__________________
(١) الرّزء : المصيبة. «لسان العرب ـ رزأ ـ ج ١ ، ص ٨٦».
(٢) الحامّة : خاصة الرجل من أهله وولده وذي قرابته. «لسان العرب ـ حمم ـ ج ١٢ ، ص ١٥٣» ، وهي بتشديد الميم ، وخففت هنا للضرورة.
(٣) القصص : ٢٠.